من الواضح أنّ هنالك العديد من العواطف والأفكار المتضاربة التي أبداها العرب تجاه نجاح دونالد ترمب كرئيس جديد للولايات المتحدة مع أنّ المعظم لا يعلم الأسباب الموجبة لتلك العواطف أصلاً، ولكن من المهم إيضاح بعض الحقائق الهامة :-
أولاً: إنّ انتصار ترمب هو انتصار لليمين الأمريكي الأبيض وسوف يخلق هذا الانتصار موجة يمينية عنصرية سوف تجتاح أوروبا وتدفع إلى السطح بأنظمة مماثلة في معظم دول أوروبا.
ثانياً: الاهتمام الأول لإدارة ترمب سوف يكون اقتصادياً محلياً أمريكياً بهدف إعادة بناء الاقتصاد الأمريكي وحل مشكلة البطالة البيضاء فيها، وكلّ شيء آخر سوف يتم تسخيره لخدمة هذا الهدف.
ثالثاً: سياسة ترمب الخارجية سوف تبتعد عن الانغماس المباشر في مشاكل الآخرين وسوف تـُقـَلـِّص المساعدات الخارجية منعاً لتبديد أموال أمريكا على الآخرين إلّا إذا كان في ذلك مصلحة مُلـِحَّة لأمريكا وفِي أضيق الحدود. وعلى أية حال، فالكثير يعتمد على طاقم الحكم الذي سيختاره ترمب لإدارة شؤون الدولة. وهذا الطاقم إما سيدفع الأمور أكثر نحو اليمين والتشدد العنصري، أو سيتم العمل على تخفيفها.
رابعاً: نجاح التجربة الروسية تحت قيادة بوتين في إعطاء الأولية لروسيا وتنميتها ومصالحها الوطنية والابتعاد عن نمط السياسية السّوفياتية هي أساس إعجاب دونالد ترمب ببوتين. العلاقات الأمريكية - الروسية سوف تشهد مزيداً من التعاون وإن كان ذلك سوف يكون على حساب الآخرين.
خامساً: لا يوجد أي اهتمام لدى دونالد ترمب بقضايا إنسانية مثل حقوق الإنسان أو المساواة أو البيئة، وعلاقاته مع الآخرين سوف تحكمها المصالح الاقتصادية أوّلاً وإلى حد ما السياسية وليس الإنسانية أو الأخلاقية.
سادساً: إدارة ترمب سوف تكون في جوهرها ضد الأقليات العرقية والدينية وضد الإسلام والتنظيمات الإسلامية وما يسمى بالإرهاب، وسوف يعتبر أي إجراء لخدمة مصالح أمريكا في هذا السياق أمراً مشروعاً.
سابعاً: لا يوجد أي شيء في جعبة دونالد ترمب للعرب أو للفلسطينيين وعلاقة إدارته مع إسرائيل سوف تبقى متميزة، خصوصاً وأنّه لا يوجد بين الأنظمة العربية مَن يطالب جدياً بالحقوق الفلسطينية.
ثامناً: قد نشهد مزيداً من التوتر في العلاقات الأمريكية - الإيرانية ومزيداً من الحرارة في العلاقات الأمريكية مع دول الخليج النفطية وإلى حد ما مع السعودية ومصر .
وأخيراً، من السذاجة اعتبار نجاح دونالد ترمب مفاجئة غير متوقعة وضرب من المستحيل. فدونالد ترمب يمثل كامل منظومة القيم الأمريكية وهو مثال يحتـذى بالنسبة لمعظم الأمريكـان. فهو رجل أعمال ناجح ووصل أعلى المراتب في عالم الأعمال وشكله أبيض وأشقر وأسلوبه اللاذع والمتعالي على الآخرين هو أسلوب أمريكي. دونالد ترمب يمثل كلّ ما يريد المواطن الأمريكي أن يكونه.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق